قطاع غزة: نفاد السولار يجبر سائقين على استخدام زيت الطهو وقودا لسياراتهم
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.07(2.88%)   AIG: 0.16(5.88%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.20(3.08%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.85(%)   ARKAAN: 1.29(0.00%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.62(2.95%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.10(1.79%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.68(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.80(2.56%)   PADICO: 1.01(1.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.95(1.02%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.05(3.67%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(0.00%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.65(4.41%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.95(%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.01(1.00%)  
10:18 صباحاً 28 أيار 2024

قطاع غزة: نفاد السولار يجبر سائقين على استخدام زيت الطهو وقودا لسياراتهم

كما يستخدم سائقون غاز الطهو لتشغيل السيارات التي تعمل بالبنزين بعد إجراء تعديلات طفيفة على منظومة عمل المحرك، لكن نفاد الغاز هذه المرة لم يسمح باستخدامه في السيارات

الاقتصادي- AWP-  يقف السائق أحمد عبد الناصر على جانب طريق الرشيد الساحلي بين دير البلح ومنطقة مواصي خان يونس في جنوب قطاع غزة ليشتري أربعة لترات من زيت الطهو.

يفتح عبد الناصر (23 عاما) غطاء محرك سيارته القديمة من طراز مرسيدس ويبدأ في إضافة زيت الطهو الذي اشتراه للتو داخل إناء حوله إلى خزان سولار بعد تلف الخزان الجانبي، ثم طلب لترين إضافيين لضمان عدم نفاده قبل أن يصل إلى وجهته في الأجزاء الغربية من رفح التي لم يدخلها الجيش الإسرائيلي بعد.

ينظر البائع إلى السائق بابتسامة عريضة وهو يناوله قنينة سابعة تزن لترا واحدا من زيت الطهو، ويتبادلان أطراف الحديث حول كمية الزيت الإضافية التي اشتراها، فيخبره عبد الناصر بأنه بصدد نقل عائلة نازحة من رفح ويخشى أن ينفد منه الوقود خلال رحلة العودة إلى دير البلح.

وبينما يوضح سائق سيارة الأجرة أن لا بديل الآن أمامه وأمام غيره من السائقين سوى استخدام زيت الطهو الذي تراجع سعره إلى دولارين تقريبا للتر الواحد بعد أن وصل إلى ستة دولارات قبل فترة وجيزة، فإنه يشير إلى شح السولار وارتفاع سعر المتوفر منه لنحو 18 دولارا للتر الواحد.

ويؤكد عبد الناصر أنه وغيره من أصحاب السيارات، سواء الخاصة أو الأجرة، لا يستطيعون شراء السولار بهذا الثمن المرتفع، والأمر ينطبق كذلك على البنزين الذي تجاوز سعر اللتر الواحد منه 30 دولارا، معربا عن ارتياحه لانخفاض سعر زيت الطهو ليتمكن من العمل على سيارة الأجرة وتوفير لقمة العيش لعائلته.

وأوضح قائلا إنه اضطر في وقت سابق إلى التوقف عن العمل لأن أسعار السولار وزيت الطهو كانت مرتفعة في آن واحد، وكان لا يمكن توفير هامش من الربح إذا استخدام أحدهما، لافتا إلى أنه سيظل يعتمد على زيت الطهو طالما بقيت أسعار السولار مرتفعة ولم تعد إلى سابق عهدها قبل الحرب.

وسيطر الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر منذ 20 يوما، نما أدى إلى توقف تدفق الوقود الذي كان يورد كمساعدات إلى قطاع غزة ويساهم في التخفيف من احتياجات الفلسطينيين، على الرغم من أن أسعار الوقود كانت مرتفعة أيضا حتى قبل إغلاق المعبر بنحو خمسة أمثال أسعارها قبل الحرب.

ولا يكترث عبد الناصر، النازح من وسط خان يونس، بإمكانية تلف محرك سيارته بسبب استخدام زيت الطهو مع خلطه بقليل من الوقود وزيت السيارات، ويرى أن بوسعه استبدال المحرك لاحقا في حال توقفه عن العمل.

يدرك عبد الناصر حجم الأضرار البيئية التي يخلفها استخدام زيت الطهو بدلا من السولار في تشغيل سيارته، لكنه يرى أن البدائل محدودة أمامه كغيره من أصحاب السيارات، فهم بين خيارين، إما عدم العمل أو محاولة تدبر حياتهم وتوفير قليل من الدخل لإعانة عائلاتهم في ظروف النزوح الصعبة.

وقال عبد الناصر لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "المستشفيات توقفت عن العمل لنفاد السولار الذي يشغل المولدات، فهل نستطيع نحن البسطاء توفيره بهذه الأسعار المجنونة؟ بالطبع لا، ولا يمكننا أيضا الوقوف مكتوفي الأيدي ولدينا سيارة يمكن أن تدر علينا دخلا ولو يسيرا".

وأضاف "نفعل ذلك مجبرين وغير مخيرين، وإذا ما ارتفع سعر زيت (الطهو) سنبحث عن أي بدائل أخرى لضمان عملنا واستمرار مصدر رزقنا".

قبل أن يبدأ عبد الناصر في تحريك سيارته، تأتي سيارة أخرى ويسأل صاحبها عن سعر لتر زيت الطهو فيجيب البائع "لاستخدام الخيمة أم السيارة؟"، فيشير السائق بابتسامة على وجهه بيده اليسرى نحو سيارته.

تتحرك السيارة الجديدة مخلفة سحابة من الدخان يكاد يخنق المارة، فيطلب الباعة القريبين من بائع الزيت أن ينتقل لمنطقة أخرى حتى لا يتأذوا هم أو زبائنهم.

المارة الذين تزدحم بهم شوارع المواصي ودير البلح بهم بعد نزوح أكثر من مليون فلسطيني من رفح نحو هاتين المنطقتين، يدركون حجم المخاطر الصحية الناتجة عن استنشاقهم دخان السيارات التي تستخدم زيت الطهو وقودا، فيلجأ بعضهم إلى وضع كمامات للاحتماء من التلوث.

ناهد كميل النازحة من منطقة المغراقة في وسط قطاع غزة إلى المواصي في الآونة الأخيرة مرورا بدير البلح وخان يونس ورفح، توضح أن طفلها هيثم الذي لم يكمل عامه الأول كاد أن يختنق بعدما تفاجأت بإحدى السيارات تنطلق فجأة بجانبها، مؤكدة أنها بالكاد نجحت في الابتعاد عنها ليستعيد الطفل التنفس الطبيعي بعد مراجعة الطبيب.

تقول ناهد (34 عاما) إنها تضطر كغيرها من النازحين إلى استنشاق كميات من الأدخنة الناتجة عن استخدام السيارات للزيت خلال تنقلها بشكل يومي، فتعود في نهاية النهار متعبة وتشعر بضيق كبير في التنفس، معتبرة أن الأكثر خطورة هو الانتقال عبر عربة يجرها حمار أو حصان بينما يكون أمامها مركبة تخرج هذا الدخان القاتل، على حد وصفها.

وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها أهالي غزة إلى استخدام زيت الطهو لتشغيل سياراتهم التي تعمل بالسولار، فكلما كانت إسرائيل تشدد حصارها عليهم وتقلص إمدادات الوقود، كانوا يلجؤون لهذا الحل منذ أكثر من 17 عاما.

كما يستخدم الفلسطينيون في قطاع غزة غاز الطهو لتشغيل السيارات التي تعمل بالبنزين بعد إجراء تعديلات طفيفة على منظومة عمل المحرك، لكن نفاد الغاز هذه المرة لم يسمح باستخدامه في السيارات.

Loading...